إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
  

147 ـ أوكتافيوس (أوغسطوس) (63 ق.م ـ 14م)

وهو جايوس يوليوس قيصر أو أوكتافيانوس أو أوكتافيان وقد أطلق عليه اسم أوغسطس عندما أصبح أول إمبراطور روماني عام 27 ق.م.

ولد أوكتافيان في روما، وكان اسمه الأصلي جايوس أو أوكتافيوس. وحمل اسم جايوس يوليوس قيصر أوكتافيانوس عام 44 ق.م بعد مقتل عمه الشهير يوليوس قيصر، وكان قيصر قد تبنى أوكتافيان في وصيته، وجعل الشاب ذا التسعة عشر ربيعاً وريثاً له. فعاد أوكتافيان إلى روما من أبولونيا، التي تعرف اليوم باسم ألبانيا، للمطالبة بميراثه، وساعده الخطيب شيشرون في إضفاء الصفة القانونية على تبنيه بالرغم من اعتراضات مارك أنطوني النائب الأول لقيصر الذي استولى على أوراق قيصر وأمواله، وسيطر على روما، فشكل أوكتافيان جيشاً وحارب أنطوني وهزمه في شمالي إيطاليا عام 43 ق.م. وأرغم أوكتافيان مجلس الشيوخ على انتخابه، كواحد من قنصلي روما. ثم توصل لاتفاقية مع أنطوني وشكل أوكتافيان وأنطوني، وماركوس ليبيدوس (الحاكم) وهو جنرال روماني الحكومة الثلاثية الثانية، وقتلوا عدد كبير من أعدائهم، وكذلك قتلوا شيشرون الذي ساعد أوكتافيان، ولكنه كان مكروها من أنطوني.

وكون أنطوني، وأوكتافيان جيشاً وحاربا بروتس، وكاسيوس، اللذين تآمرا على قتل قيصر، وتمكن جيش أنطوني، وأوكتافيان بفضل قيادة أنطوني من إلحاق الهزيمة ببروتس، وكاسيوس، في فيليبي بمقدونيا عام 42 ق.م. وصار أوكتافيان حاكما للولايات الغربية، وأنطوني حاكماً للولايات الشرقية، وعين ليبيدس في أفريقيا، إلا أن أوكتافيان استغل ضعف ليبيدس وأرغمه على الاعتزال.

وفي عام 36 ق.م تمكن ماركوس أجريا قائد جيش أوكتافيان ومستشاره من هزيمة بومبي الأصغر عدو أوكتافيان والذي كان قد سيطر على صقلية.

وكان أنطوني يطمح في للانفراد بحكم روما. فسعى لطلب العون المالي من كليوباترا، اشتهر بحبه لكليوباترا ملكة مصر، وكان الرومان يخشون كليوباترا ويمقتونها. وجمعتهما بعد ذلك علاقة غرامية أثمرت ابنين توأم عام 40 ق.م. إلا أن أنطوني تزوج آخر العام من أوكتافيا (أخت أوكتافيان) ليقوى مركزه السياسي في روما. وفي عام 37 ق.م تزوج أنطوني من كليوباترا بعد أن ترك أوكتافيا. وأثمر زواجه منها ابناً ثالثاً. ثم وهب أنطوني لكليوباترا وأبنائها الثلاثة عدداً من الأقاليم الشرقية لروما. فأعلن لأوكتافيان الحرب على أنطوني، عام 32 ق.م وتمكن أسطول أوكتافيان من هزيمة أسطول أنطوني وكليوباترا في معركة أكتيوم البحرية بالقرب من السواحل اليونانية عام 31 ق.م. وانسحب أنطوني وكليوباترا إلى مصر، فلحق بهما أوكتافيان، وبعد وقت قصير من وصوله لمصر. انتحر أنطوني وكليوباترا عام 30 ق.م.

وفي عام 27 ق.م أقر مجلس الشيوخ إطلاق لقب أوغسطس على أوكتافيان، وخوله السلطة الشرعية لإدارة أمور روما، في الأمور العسكرية والمدنية والدينية. مع اعتبار مجلس الشيوخ هيئة استشارية.

وفي ظل حكم أوغسطس (غايوس يوليوس قيصر) انتهت مرحلة الجمهورية الرومانية، وبدأ عهد الإمبراطورية الرومانية، ووسع الإمبراطورية، وحقق قائداه أجريا، وتيبريوس الانتصارات في كل من أسبانيا وبلاد الغال (فرنسا)، وبانونيا ودالماتيا (اللتين تشكلان أجزاء من المجر ويوغوسلافيا حاليا)، كما استولى أوغسطس على مصر، وعمل على تهدئة الأوضاع في أسبانيا، ومعظم أنحاء جنوب شرقي أوربا حتى نهر الدانوب، إلا أنه كان أكثر اهتماماً بالسلم. فأعاد السلام والنظام بعد مائة عام من الحرب الأهلية وكان نفوذ أوغسطس بعيد الأثر حتى أنه دام لما يقرب من مائتي عام من الحرب الأهلية. وكان أوعسطس رجل دولة رزيناً وحذراً، وعرف كيف يكسب حب الشعب. ومنح أوغسطس مجلس الشيوخ إدارة الولايات الهادئة، واحتفظ هو بالسيطرة على الولايات الحدودية التي تحتاج إلى حماية، مستخدماً في ذلك جيشاً دائماً وأسطول دائم في البحر الأبيض المتوسط، وبحرس قليل (الحرس الإمبراطوري) في روما.

وحافظ أوغسطس على حكومة نزيهة ونظام نقدي مستقر، وعلى تجارة حرة بين الولايات، وحسن المرافئ، والطرق، وطور النظام البريدي، وإجمالاً لقد حققت روما مجداً عظيماً أثناء حكم أوغسطس، وأصبحت تلك الفترة تعرف باسم العهد الأوغسطي، وكانت العصر الذهبي للأدب والفن والعمارة الرومانيين، ويوجد حالياً قي روما بقايا كثيرة من مبانيه، وكان أوغسطس نفسه كاتباً عُرف بأسلوبه البسيط المباشر.

وفي عام 9 ق.م تمكن الألمان من هزيمة جيش أوغسطس في معركة غابة تيوتوبورغ، المعروفة حالياً بألمانيا، ونتيجة لذلك أُرجعت الحدود الرومانية في ألمانيا من نهر الألب إلى نهر الراين.